نبات الريحان

يعد الريحان (الاسم العلمي: Ocimum basilicum) من أكثر الأعشاب التي تُزرع في حديقة المنزل، حيث يُمكن زراعتها بسهولة في الهواء الطلق أو في أصيص، يوجد العديد من أنواع الريحان التي يُمكن اختيارها لزراعتها، وتندرج هذه الأنواع تحت خمس مجموعات رئيسية، هي:

  1. الريحان الحلو (بالإنجليزية: Sweet Basil).
  2. ريحان جينوفيز (بالإنجليزية: Genovese Group).
  3. الريحان الشجريّ (بالإنجليزية: Bush Group)، ومن الأمثلة عليه: الريحان الحارّ (بالإنجليزية: Spicy Globe).
  4. الريحان الأرجوانيّ (بالإنجليزية: Purple Group)، ومن الأمثلة عليه: الريحان الداكن (بالإنجليزية: Dark Opal).
  5. أنواع أخرى من الريحان، ومن الأمثلة عليه: ريحان القرفة (بالإنجليزية: Cinnamon).

صفات نبات الريحان:

للريحان أسماء كثيرة منها: الحوك أو الحَبَقُ أو الرَّيحان الملكي أو ريحان الملك أو الحَوْق أو الجومَر أو الحبق الكرماني أو الحبق الصَعْتَري أو الصعتر الهندي أو الحبق النبطي أو الحماحم أو الريحان الكبير أو شجر الرّعاف أو الحبق البُستاني أو الحبق الريحاني أو البادروح ويُلقّب في أوروبا نبتة القدّيس يوسف أو العشبة الملكية.

الريحان شُجيرَة يتراوح طولها من 100سم حتى 150 سم وهي ذات أوراق كثيفة مشابهة لأوراق النعناع وأزهار بيضاء أو بنفسجية، ويتحمل الريحان ملوحة التربة بشكل كبير، إضافةً إلى أنها نبتة بحاجة إلى الري بانتظام والتسميد شهرياً، وهي من النباتات التي تزرع على مدار السنة، كما تحتاج للتقليم وقص الأزهار بشكل مستمر حتى تنمو بشكل جيد، وفي حال عدم تعرضها للجفاف فإنها تعيش لفترةٍ طويلة.

الري:

يجب ريّ نبات الريحان بشكل دوري، ودون إفراط، إذ يتمّ ريّ الريحان المزروع في صناديق الحديقة المرفوعة عن الأرض كلّ 7 إلى 10 أيام بحسب معدّل هطول الأمطار في تلك المنطقة، وذلك لضمان توفير الرطوبة اللّازمة للجذور، أمّا النباتات المزروعة في أُصُص فإنّها تجفّ بسرعة أكبر، لذلك يُفضّل ريّها بشكل متكرّر، كما يُنصح باستخدام أُصُص ذات ثقوب من الأسفل، ممّا يساهم في تصريف المياه بشكل جيد، هذا ويُفضّل ريّ الريحان عند قاعدة النبتة لمراعاة الحفاظ على الأوراق من التبلّل، وذلك للحدّ من تعرّض النبات للأمراض، ويمكن الريّ باستخدام أكثر من طريقة، كالخرطوم، أو التنقيط، أو يدوياً.

اشعة الشمس:

يحتاج الريحان إلى تعرضه لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، إذ يُفضّل تعريضه لمدة لا تقل عن ست ساعات يومياً؛ للحصول على أفضل النتائج، فالضوء الجيد يعزز نمو الأوراق، ومن الممكن أن ينمو نبات الريحان في حال زراعته في مناطق الظل لكن بجودة أضعف، لذا يُنصح بتوفير بيئة مشمسة، وفي حال تعرض النبتة للذبول يمكن تعريضها للمزيد من الضوء، لكن بنسبة لا تزيد عن 16 ساعة يومياً.

الأمراض التي تصيب نبات الريحان:

  1. التبقع الأوراق السركسبوري Cercospora leaf spot: وهو مرض يصيب نبات الريحان بكثرة. والذي يسببه فطر السيركوسبورا كانسنس. تتمثل الأعراض ببقع دائرية داكنة غير منتظمة على الاوراق يتركز عليها الضوء.
  2. البياض الزغبي Downy mildew: والمسبب في الريحان هو فطر Peronospora belbahrii، ومن الأعراض اصفرار الأوراق الذي يبدأ حول الوريد الأوسط وينتشر لباقي الورقة. نمو رمادي زغبي على السطح الأسفل للورقة أوراق اصفرار غالبًا ما يبدأ تغير اللون حول الوريد الأوسط وينتشر للخارج ؛ نمو رمادي غامض أو ناعم على السطح السفلي للأوراق وبقع نخرية  بنية إلى سوداء على النبات.
  3. ذبول الفيوزاريوم (Fusarium wilt): المسبب لهذا المرض: فطر Fusarium oxysporumالأعراض: أوراق صفراء ذابلة، خطوط بنية على السطح السفلي للأوراق، نمو متوقف ومن ثم موت النبات.
  4. الرخويات والقواقع Slugs & snails: البزاقات والقواقع هي آفات تصيب نبات الريحان، إذ تكون البزاقات لونها رمادي غامق إلى أسود ويمكن أن يتراوح حجمها من 2.5 إلى 10 سم ، أما الحلزونات الحديقة بشكل عام أصغر حجمًا ولها قشرة مستديرة أو لولبية. والتي تفضل الأماكن الرطبة والمظللة عندما لا يكون هناك تتطفل عليه تلجأ للأعشاب الضارة أو القمامة العضوية، تسبب ثقوب غير منتظمة الشكل في الأوراق والسيقان، قد تتلف الأزهار، إذا كانت الإصابة شديدة، فقد يتم تقطيع الأوراق.
  5. حشرات المن Aphids : وهي حشرات صغيرة ثاقبة ماصة، تمتص عصارة الأوراق، تتجمع على الجانب السفلي للأوراق. تتسبب تشوه في الأوراق واصفرارها وظهور بقع نخرية، وتفرز مادة سكرية تسمى المن الي تشجع على نمو العفن السخامي الذي يشكل طبقة تمنع الضوء للوصول للورقة وبالتالي تراجع عملية التركيب الضوئي مما يؤدي إلى ضعف النبات وتوقف نموه.
  6. حافرة الأنفاق Leafminers: وهي يرقة تقوم بالتغذي على الأوراق مشكلة أنفاق داخلها. والأعراض هي مسارات رفيعة بيضاء متعرجة على الأوراق مع ظهور بقع بيضاء. وتؤدي إلى تساقط الأوراق قبل الأوان، مما يعني حصاد سيء لأوراق الريحان.

فوائد الريحان:

  1. يساعد مشروب نبتة الريحان على تعزيز عمل الجهاز الهضمي حيث أنه ينظف الأمعاء ويمنع الإمساك.
  2. من أهم فوائد نبتة الريحان أنه يحتوي على مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في محاربة الجذور الحرة المختلفة في الجسم والتي يمكن أن تسبب تلف الخلايا.
  3. وجد أن نبتة الريحان لديه القدرة على المساعدة في تخفيف الألم لأن التركيب الكيميائي فيه يمكن أن يكون بمثابة مخدر.
  4. يلعب الريحان دورًا كبيرًا في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة القوية وخاصة بيتا كاروتين الذي يتحول إلى فيتامين أ الذي يحارب الجذور الحرة وأكسدة الكوليسترول وما ينتج عنها من جلطات وسكتات دموية.
  5. يعتبر نبتة الريحان أيضًا مصدرًا جيدًا لمعادن المغنيسيوم والبوتاسيوم الضرورية لحماية الأوعية الدموية وتعزيز الصحة وزيادة تمدد الشرايين وتوسيعها وتقليل مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية.
  6. ثبت أن الريحان فعال في علاج نزلات البرد والربو ، وكذلك محاربة التهابات الجهاز التنفسي.
  7. نبتة الريحان له القدرة على الحد من نمو البكتيريا والوقاية من العدوى ، وبالتالي يساعد في علاج حب الشباب الناجم عن الالتهابات البكتيرية.
  8. من فوائد نبتة الريحان أنه يخفف من القلق والتوتر والضغط النفسي. وُجد أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في الريحان تساعد في خفض مستويات الكورتيزول في الدم ، والتي تزداد عادة في الجسم أثناء المواقف العصيبة.
  9. الريحان مصدر جيد للحديد ، مما يجعله مشابهًا في محتوى الحديد للسبانخ. كوبان من أوراق الريحان الطازجة أو ما يعادل ملعقة كبيرة من أوراق الريحان المجففة توفر 10٪ من احتياجاتك اليومية من الحديد، هذا يجعل الريحان مساعدًا جيدًا في علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  10. يشتهر الريحان برائحته الحلوة والقوية ، لذا فإن مضغه قليلاً يمكن أن ينعش رائحة فمك ويزيل الرائحة الكريهة إن وجدت.

حقائق مدهشة عن نبات الريحان:

اكتشـف الريحان في الألفية الخامسة قبل الميلاد، وعُرف الريحان كدواء له خصائص كثيرة في الطب القديم، وذُكر في كتب التراث العربي نباتاً عطرياً له قيمة طبية علاجية، ونباتا تزيينياً تسهل زراعته في الحدائق المنزلية أو العامة. ولقد قال عنه ابن سينا: «ينفع من البواسير طلاءً بعد أن يُدقّ طازجاً أو يؤخذ دهنه ويصير مرهماً فإنه نافع للنفخ العارض للمعدة».

قيل عنه في الطّب القديم: «إن شمّه ينفع الصداع، وهو يجلب النوم وبذره حابس للإسهال الصفراوي ومُسكّن للمغص، ومُقوٍّ للقلب ونافع للأمراض السوداويّة»، وقيل أيضاً: «زهرته منشطة ومهضمة وهي أحسن ما يوصى به لتمدد المعدة وارتخائها، ويؤخذ نقيعها، وأخذ نقيع الأوراق والأزهار بارداً ينمع القيء وساخناً يمنع المغص».

 وذكر ابن قيّم في كتابه الطب النووي: «إنه نبت طيب الريح». وقال ابن الجوزي: «إنه حار يابس، فوي التحليل لما في الدماغ من الفضول البلغمية والصداع البارد».

استعمل الريحان لقرون كمركب هام في الأيورفيدا، كما استعمله الأوروبيّون في القرن السابع عشر الميلادي الريحان لعلاج نزلات البرد والثآليل والبثور والديدان المعوية، وأيضاً زرعه الفرنسيون داخل منازلهم لطرد الذباب والحشرات.

ذكر الأطباء القدماء من فوائد الريحان الطبية أنه إذا استُـنشق حلّـل ما في الدماغ من الرطوبة الفاسدة وأخلاط الصدر، وإذا شرب ماؤه أزال اليرقان وانحباس الدم حيث كان، وإذا نثر مسحوقه على الجرح ساعد في التئامه، وإذا دلّك الجلد به في الحمام نعَّم البشرة، وأزال الأوساخ.

وقد استخدم الريحان لتزيين قصر حاكم مملكة غرناطة السابع أبو الحجاج يوسف الأول، حيث خصص في هذا القصر بهو خاص يسمى بهو الريحان فيه بركة مستطيلة الشكل تحفّها أشجار الريحان.